الاميرة النائمة
كان يا مكان فى قديم الزمان وسالف العصر و الاوان يحكى ان فى
بلدتا صغيرة تحيط بها الاشجار من كل جانب حدثت هذة القصة , كان حاكم البلدة و زوجته
يعشان فى قلعتة كبيرا و يحلما
بان الله يرزكهما بطفلا يجلب لهما السعادة و الفرح , مرت سنين كثيرة من الصلاوات و
الدعاء حتى
رزقا بطفلة جميلة جدا.
فا اقام الملك حفلة كبيرة لهذة المناسبة السعيدة ودعا كل من
فى المملكة من الفقراء و الاغنياء
و( قال الملك اريد ان ادعو ايضا جنيات المملكة الى حضور الحفلة ليبركوا الطفلة و يقدموا لها الهدايا السحرية )
فمن عادات تلك البلاد ان يقدم كل فرد حضرا الحفل هدية الى المولود الجديد ( كان فى
المملكة ثلاث عشرة جنية و واحده
منهم تعيش وحيده فى بيتها ,فلا ترى احدا ولا احد يراها حتى اعتقدا الحاكم و الناس انها ماتت ,ولذلك فقد
دعا اثنى عشرة جنية فقط ) وعند اقتراب الحفلة من الانتهاء اقتربات الجنيات من
الطفلة ليقدمو لها الهدايا السحرية
فقالت لها الجنية الاولى: سيكون وجهك جميل
جدا
فقالت لها الجنية الثانية: ستكون افكارك
جميلة
فقالت لها الجنية الثالثة: هديتى لك هى اللطف
و المحبة
فقالت لها الجنية الرابعة: سيقون رقصك رشيقا
كرقص جنية
فقالت لها الجنية الخامسة: غناؤك سيكون حلوا
مثل غناء العصفيار
وهكذا قدمت كل جنية هديتها حتى جاء دور
الجنية الثانىة عشرة, واذا بالباب يفتح وتدخل الجنية العجوز التى لم يدعوها احد فتشير بيدها الى الطفله ,وتصرخ بصوت يرتجف من
الغضب : هديتى لهذه الطفلة حين تبلغ سن الخامسة عشرة ,تشك اصبعها بالمغزل ,وتقع
ميتة.
قالت هذا و خرجت مسرعة من القلعة و هى فى
حالة غضب شديد.
واندهش جميع الحاضرين حين سمعو لعنة الجنية
الشريرة.
وجلست الملكة تبكى و الملك لم يعرف كيف
يهدئها.
واذا بالجنية لثانية عشرة التى لم تقدم
هديتها تقترب من الملكة و تقول (لا تبكى ايتها الملكة انى قادرة على مساعدتك ,
الحقيقة اننى لن استطيع ان ابطل العنة , لكنى استطيع ان اجعلها ضعيفة التاثير)
فان الاميرة سوف تشك اصبعها بمغزل فى سن الخامسة
عشرة لكنها لن تموت بل تنام مائة سنة.
سمع الملك والملكة هذا القول ففرحا و اطمئنا
قلبهوما ,وشكرا الجنية الثانية عشرة.
لكن الملك لم يرضى بان تنام ابنته مئة سنة.
لذلك امر بحرق كل المغازل التى بلمملكة و دعا الجميع ليشهدوا عملية الحرق.
مرت الايام والسنين و اصبحت الطفلة الصغيرة
فتاة رائعة الجمال , تتحلى بجميع الصفات الجميلة التى وهبتها اياها الجنيات ,
فوجهها جميل وافكارها جميلة ورقصة كرقص جنية و صوتها كصوت العصفيار.
كانت سعيدة مرحة كثيرة اللطف , ما راها احدا
الا احبها و سعد بقربها.
فى اليوم الذى اتمت فيه الاميرة الخامسة عشرة
من عمرها , فارادة اللهو وراحت تتنقل بين جناين القلعة ولكن كان قد حان الوقت خروج
الحاكم و الحاكمة الى انحاء البلاد لتفقد احوال المملكة ,وعندما عادت الى القلعة
لم تجد احدا فراحت تبحث عن والديها و تتنقل بين الغرف و المماشى تفتح باب و تغلق
باب اخر ,وتكتشف غرفا لم تعرفها من قبل. حتى وصلت الى برج قديم وصعدت الفتاة الدرج
المؤدى الى غرفة قديمة وهى لا تعلم ما ينتظروها.
ففتحت الباب و دخلة الغرفة رات عجوزا جالسة
امام مغزل قديم.
قالت لها الاميرة: صباح الخير يا سيدتى ,ماذا
تعملين؟
فاجبتها العجوز: اغزل الخيوط.
فصاحت الاميرة: اه ما اجمل هذة الخيوط ,دعينى
اجرب.
ما كادت الاميرة تضع يدها على المغزل ,حتى تم
قول الجنية الشريرة ,فنشك اصبعها.
فارتمت الاميرة على الارض ,ونامت نوما عميقا ثم
اخطفت الجنية الشريرة. ( فعلم الحاكم
بما حدث ) فعاد الى قلعة و راح الحاكم و الحاكمة يبكون.
فاتت الساحرة الثانية عشرة و قالت لا تقلقوا
ان الله معها فصبروا قد تطول غيبوبتها ولذلك سحرت الجنية جميع سكان القلعة ليناموا
,فنما الملك و الملكة و نام ايضا جميع من كان معهما من رجال و نساء , فى الامكنة
التى وجدوا فيها .
و فى الاصطبلات نامت الاحصنة . و توقفت
الكلاب عن النباح فى ساحة القصر , و نامت .
و سكنت الحمائم فوق السطح , و نامت . و توقف
الذباب عن الزحف على جدران القصر , و نام .
و فى المطبخ انطفات النار , و جمد اللحم فى
القدور . و كان الطباخ قد رفع يده ليقرص أذن منظف الصحون , لأنه نسى شيئا أوصاه به
. و اذا بالطباخ يغفو و هو رافع يده , و يغفو كذلك منظف الصحون .
خم الهدوء على القصر كله , فلآ حس فيه و لا حركة
. و سكن الهواء . و فى الحديقة جمدت أوراق الشجر , كانها من حجر .
(واهمل القصر حتى غطت الاشجار الشوكية جدرانة
وارتفعت مثل سياج و يغطى جميع القصر , فلم
يظهر من ورائه الا علم احمر , يطل من فوق الأبراج العليا.
سمع الناس بقصة الاميرة النائمة , وانتشر خبرها في جميع المملكة
, واصبحت تعرف بأسم ( الجميلة النائمة ) .
وصل خبرها الي سمع كثرين من ابناء الملوك و
الأمراء . فركبوا خيولهم , و توجهوا نحو القصر ليشاهدوا
الجميلة النائمة , و يوقظوها من نومها الطويل
. لكن الاشواك العالية خدشت
ايديهم ووجوههم , حتي سال منها الدم , فرجعوا الي بلادهم خائبين .
مرت بعد هذا, سنوات كثيرة وفى احد الايام دخل
المملكة امير شاب جميل والتقى رجلا شيخا ابيض اللحية قص عليه حكاية القصر الذى
احاطت به الاشواك العالية و حكاية الاميرة الجميلة
قال الامير للشيخ : يجب ان ارى هذة الاميرة
الجميلة ,واوقظها من نومها
لكن الشيخ حذر الامير من الخطر الذى ينتظرة
فقال : ان شبابا كثيرين جاءوا قبلك ليوقظوا
الاميرة فلم ينجحوا ,لقد وخزتهم الاشواك و اسالت منهم الدماء فرجعوا الى بلادهم .
لكن الامير قال له : انا لست خائفا ولابد لى
من محاولة رؤية هذة الاميرة.
كان من حسن حظ الاميرانه دخل المدينة يوم
اتمت الاميرة مئة سنة من النوم ,وانقطع سحر الجنية الشريرة.
وحين دفع الامير بيده اشواك السياج المحيط
بالقصر ,تحولت امامة كل شوكة الى وردة وانفتح السياج ليسمح له بالمرور فاجتازة
متعجبا ,وانغلق بعده سياج الورد انغلاقا لطيفا.
واخيرا وصل الامير الى ساحة القصر حيث راى
الكلاب نائمة ,ثم نظر الى سطح القصر فراى الحمائم النائمة ,ورؤوسها تحت اجنحتها.
اخذ الامير ينتقل فى القصر حتى وصل الى حجرة
و دفع الباب بلطف و دخل الغرفة.
وهناك على السرير كانت تنام اجمل فتاة راها
فى حياته.
نظرا اليها طويلا ليملا عينيه من جمالها
الساحر ,ثم انحنى و قبلها.
وفى تلك اللحظة ,فتحت الاميرة عينها وابتسمت
للامير. ثم جلست على الفراش.
مد الامير يده نحوها و انهضها ,ثم مشى كلاهما
الى السلم الكبير فنزلاه حتى وصلا الى الصاله الكبرى.
فافاق الملك و الملكة من نومهما فورا ,وكان
فرحهما عظيما حين واجدا ابنتهما سالمة ,وبجانبها الامير الذى انتهى بقدومه سحر
الجنية.
ثم افاق جميع سكان القلعة من نومهم.
وهكذا بعد نوم دام مئة سنة عادت الحياة الى
القلعة ,وعم الفرح سكنها ,ولم يبق من السياج العالى اى اثر.
وتدفق الزائرون على القصر بالالوف ,ليشهدو
عورس الاميرة الجميلة و اميراها الجميل.
كانت حفلة العرس رائعة و ضخمة ,وعاش العروسان
حياة كلها هناء و سرور."
0 التعليقات:
إرسال تعليق